الإدارة
طريقك الى عالم ريادة الأعمال ( كيف تكون رائد أعمال مبدع في الشرق الأوسط )
تحدثنا في المقالين السابقين عن ريادة الأعمال وماذا تعني ثم تحدثنا عن الشرق الأوسط الذي يتخوف الكثيرين من بدء الإستثمار والعمل به ولكن إن كان ذلك صحيحا ما كنت لتجد الشركات العالمية تستثمر وبقوة في الشرق الأوسط حاليا ولربما أكثر من أي وقت مضى وفي مقالنا هذا سنتناول كيف تنافس هذه الشركات على جزء صغير من منجم الذهب الموجود بالشرق الأوسط ، ولكي تكون منافسا لمثل هذه الشركات فستحتاج الى أن تعمل بصورة غير تقليدية وبشكل أكثر إبداعا .
ولكن بداية ماذا نعني في عالم الأعمال بالإبداع أو ال ( Creativity ) ببساطة فهي تعني :
تحويل المشاكل الى فرص وخلق فرص من العدم لتسهيل عمل شركتك أو مؤسستك ، لتوفير السيولة ، لتوظيف الكفاءات ، للتخطيط بعيد المدى ، لتحليل السوق بشكل جيد وفهم المنافسين ، كل هذا يندرج تحت مظلة الإبداع في ريادة الأعمال والخروج عن المألوف .
وللحقيقة لا شئ أسهل من التعريفات بإمكاننا أن نضع مئات من التعريفات ولكن حين نأتي لوقت التنفيذ يظهر أهمية الخطوات العملية والدليل الإرشادي للخطوات وكيف تطبق النظريات على أرض الواقع ولذلك سنتعرف سوياً على بعض تلك الخطوات في الطريق الى الإبداع .
1- اقرأ كثيرا : أكررها في كل مقال اقرأ كثيرا ليس كل القراء رواد أعمال ولكن كل رواد الأعمال الناجحين قراء ، القراءة هي أسهل مصدر لتوفير المعلومات والخبرات عن العالم والتعلم من تجارب الأخرين بدون الحاجه للخسارة الشخصية والمعاناة ( في المقال الرابع سنستعرض بعض الكتب كجزء من الخطة النهائية لعملك كرائد أعمال ).
2- ابق على اطلاع دائم بالأخبار العالمية وبيانات الشركات ، قراءتك لتلك التقارير ستعطيك احساس بالعالم من حولك وفهم للحركة الإقتصادية العالمية وكيف تدار الشركات وستجعلك أيضا تعرف موضع قدمك في الإقتصاد وستحميك من الأخطاء الكارثية التي يمكن أن تقع بها .
3- وسع شبكة معارفك وأصدقائك ، كلما زاد عدد معارفك وأصدقائك زادت فرصك في العمل بشكل كبير للغاية وزادت معلوماتك عن السوق من حولك وكيف يعمل ويتحرك ، وستستطيع أن تختار من بين شركاء عديدين محتملين لمشروعاتك وخططك المستقبلية .
الى الآن ليس واضحا ما علاقة الثلاث نقط التي ذكرتها بالإبداع ؟!.
الحقيقة أن جزء رئيسي من الإبداع يكمن في كم المعلومات التي تتوافر لديك والثلاث نقط هذه تفعل هذا تضيف لك المعلومات ، نحن لا يوحى إلينا وإنما ترقى عقولنا وتتطور بقدر ما نعرف وتصل لحلول أكثر إبداعا .
4- تأمل كثيرا واخرج عن الروتين من حولك ، خصص يوم أسبوعي على الأقل للبعد عن العمل والاسترخاء ذلك سيساعد عقلك كثيرا ويشحذ همتك للتفكير وهناك عبارة أمريكية منتشرة بخاصة بين مجتمع رجال الأعمال ( work hard party hard ) اعمل بقوة واحتفل بقوة .
عدم اعطاء كامل طاقتك للمهمة التي تقوم بها سيجعلها دائما غير ممتازة وبها نقص ولن يجعلك تستمتع بوقتك على الإطلاق .
5- مارس رياضة بدنية أو رياضة من الرياضات العنيفة ، بحسب الدراسة فإن الأشخاص الرياضين هم الأقوى ذهنيا في الغالب والأقدر على تحمل ضغوطات العمل ، الرياضة ستعمل على تصفية ذهنك من ضغط العمل كما أنها ستزيد من تدفق الدم في الجسد عموما وللدماغ خاصة ، مما سيزيد من إنتعاش عقلك وقدرتك على التركيز في المهام والأعمال الخاصة بك .
6- ضع نفسك في تحديات صغيرة ، من أشهر من يقوم بهذه النقطة هو مؤسس ( Facebook Mark Zuckerberg ).
حيث يضع لنفسه في بداية كل عام مجموعة من التحديات الصغيرة مثل قراءة عدد معين من الكتب ، زيارة عدد معين من المدن ، تعلم لغة جديدة أو تعلم لغة برمجة جديده ، وإن كان شخص بمثل أهمية وازدحام جدول أعمال مؤسس فيس بوك يحرص على هذه الأنشطة فذلك لأنها مهمة للغاية ولا تقدر بثمن لأجل نجاحك وتفوقك في عالم الأعمال والشركات .
ننتقل الى الفرص المتاحة في الشرق الأوسط :
تركيا : هي الأقوى إقتصاديا في أوروبا بعد ألمانيا ، سباق صناعات دفاعية يدور بين الشركات التركية ، صناعة المنسوجات ، السياحة والشركات التكنولوجية .
كل هذه القطاعات تمثل فرص في تركيا إن أحسن استغلالها
الدولة الثانية : الإمارات العربية المتحدة : بمدينتين من أكثر مدن العالم تنافسية وجذبا للإستثمارات تمثل دبي وأبو ظبي معقل لصناعة الرفاهية حول العالم ، تستطيع أن تنافس في هذا السوق في قطاعات الخدمات الترفيهية ، والتعاقدات مع الشركات الكبيرة بالإضافة إلي صناعة التكنولوجيا .
المنافسة ضخمة ولكن الفرص كثيرة ومن يستطع أن يقتنص فرصة في سوق مثل سوق دبي سيصبح مصدر ثقة وشهادة له لكي يعمل في أغلب أماكن العالم التجارية .
الدولة الثالثة : المملكة العربية السعودية : تشهد تطورا وتسارع غير مسبوق في القطاعات الصناعية والخدمية والتعليمية نتيجة لرؤية المملكة 2030 والتي ستحول المملكة من دولة معتمدة على النفط الى إقتصاد متعدد الموارد وحتما سيفتح ذلك أسواق لا حصر لها في كل المجالات وستصبح المملكة أكبر جاذب للفرص والإستثمارات في الشرق الأوسط بدون منازع ، جهز خططك وشركتك وانطلق لتصنع الأموال في الإقتصاد الذي يتشكل في المملكة .
الدولة الرابعة : مصر الدولة الأكبر حجما وكثافة سكانية في الشرق الأوسط ، مع تعاون الحكومة مع صندوق النقد الدولي لتغيير بقايا النظام الإشتراكي في الإقتصاد واتجاه مصر بشكل قوي لكي تصبح دولة رأسمالية خالصة ومع انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار نتيجة للسياسات النقدية الجديدة سيفتح ذلك سوق للصناعات المحلية لتغطية عجز المستوردين عن الإستيراد نتيجة لإرتفاع سعر الدولار ، ذلك سيقوم بفتح فرص عمل ضخمة لتغطية الصناعات التي حدث بها عجز .
بالإضافة لإتجاه الدولة للإستثمار في مشاريع البنى التحتية الضخمه وانشاء مدن جديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة سيفتح ذلك مشاريع لا حصر لها في هذا السوق من مشاريع خدمية وتعاقدات وتوفير خدمات تكنولوجية وتطبيقات للشركات الجديدة في السوق الضخم .
ولا يتسع المقال لذكر تفاصيل كثيرة ولكن ما كتبناه يعتبر خلاصة عن السوق في الشرق الأوسط وتوجهات السوق والبنى الإستثمارية المحتملة ، ويتبقي لنا في المقال الرابع الذي سيوضح لك الخطوات النهائية بعيدا عن الشروح التوضحية وسيكون دليل مختصر وواضح للخطوات التي يجب إتباعها لتصبح رائد أعمال عموما وفي الشرق الأوسط خصوصا .
المراجع :
The lean startup –Eric Ries
Venture Deals _Dick Costolo